2010/04/11

المنهجية في طلب علم التفسير للشيخ د. مساعد الطيار



المنهجية في طلب علم التفسير


للشيخ د. مساعد بن سليمان الطيار *
يفتقر طالب علم التفسير إلى المتون المختصرة اللازمة له للتدرج في هذا العلم، وعليه فإنه يمكننا أن نقسم المراحل التي يمر بها طالب علم التفسير إلى :
الأولى: مرحلة المبتدئين
الثانية: مرحلة السالكين
الثالث: مرحلة التوسع
أولاً: مرحلة المبتدئين
هذه من أهم المراحل لطالب علم التفسير إذ تكمن أهميتها لكونها اللبنة الأولى لطالب علم التفسير، فيهتم الطالب في البداية باستظهار المعنى العام للآيات، وتقييد الفوائد على المتن المختار للتفسير، مع عدم الانشغال بالإشكالات الواردة في بعض الآيات، وتكون البداية بكتاب مختصر من أفضلها " التفسير الميسر" وهو يهتم بالمعنى الاجمالي للآيات إلا أنه يفتقر إلى الإشارة إلى المعنى اللغوي للفظ القرآني فيضيف الطالب للتفسير الميسر كتاب مختصر في غريب القرآن كـ " تحفة الأريب لأبي حيان " أو " تفسير غريب القرآن لمكي القيسي ".
ومن أحب أن يبدأ بداية موسعة يمكنه البدء بكتاب " جامع البيان لمعين الدين الصفوي " أو " مختصر تفسير ابن سلام لابن أبي زمنيين " أو " أيسر التفاسير لأبي بكر الجزائري "، دون إغفال كتب الغريب.
وليس لهذه المرحلة زمنًا معينًا، لأنها مرتبطة بفهم وقدرة الطالب، فمن وطن نفسه على التخطيط والترتيب يصل أسرع من غيره فعلى الطالب أن يجعل له جزءً أو نصف جزء أسبوعيًا ويستمر ويواظب على هذه القراءة لا ينقطع عنها فقليل مستمر خير من كثير منقطع.
المرحلة الثانية: مرحلة السالكين
وهي مرحلة الدخول في التخصص في علم التفسير، فالطالب في هذه المرحلة انتهى من استظهار ومعرفة المعنى الاجمالي للآيات والدلالت اللغوية للألفاظ القرآنية كما ذكرنا سابقًا.
وتتمثل هذه المرحلة بمعرفة:
1- أصول التفسير
2- أقوال المفسرين
فالمرحلة الأولى ـ للطالب ـ كانت دراسة التفسير على معنى واحد، ولكنه في هذه المرحلة سينتقل الطالب إلى معرفة الأقوال الأخرى في التفسير بدلًا من اعتماده على القول الواحد المختار الذي تعلمه في المرحلة الأولى.
ومن المهم للطالب في هذه المرحلة أن يتعلم ما يتعلق بأصول التفسير من طرق التفسير وأسباب الاختلاف في التفسير وأنواع الاختلاف وقواعد التفسير وقواعد الترجيح ومعرفة مصطلحات المفسرين.
وللطالب في هذه المرحلة القراءة من كتب معاني القرآن وكشف توجيهات القراءات والناسخ والمنسوخ وأسباب النزول.
فيمكن للطالب أن يقرأ من الكتب الموسعة في التفسير من أمثال " زاد المسير لابن الجوزي " و " تفسير الماوردي " و" الدر المنثور للسيوطي " و " تفسير ابن كثير " وغيرها ممن عني بذكر الأقوال واختلافها كـ " المحرر الوجيز لابن عطية " و" تفسير ابن جرير الطبري " و " تفسير ابن جزى الكلبي " و " تفسير الطاهر بن عاشور ".
المحصلة النهائية لهذه المرحلة:
1- استظهار أقوال السلف في الآية، فإن كان في الآية قولان أو ثلاثة استظهرهم أما إن زادت هذه الأقوال فيكتفي ذكر بعضها مع معرفته بأن في الآية أقوال أخرى لم يحفظها.
2- معرفة أقوال السلف خاصة، أي الصحابة والتابعين وأتباع التابعين.
3- معرفة الأقوال الصحيحة المحتملة في الآية التي جاءت بعد السلف.
4- التعرف على مناهج المفسرين المختلفة.
المرحلة الثالثة: مرحلة التوسع
وتسمى المرحلة البحثية فلابد للطالب في هذه المرحلة أن يقرأ ويستفاد من الكتب القريبة من التخصص أو حتى البعيدة عنه فيمارس بحثه وإضافاته التي يوظفها في تفسير القرآن.
ويمكن إضافة ما يلي:
1- العناية بالتعرف على منهج السلف ومن سار على نهجهم من خلال التطبيقات العملية.
2- العناية بتطبيق ما تعلمه من أصول التفسير على ما يقرأ من التفسير.
3- الرجوع إلى الموارد التي أخذ منها المفسر.
4- التركيز على كلام المفسر في تفسيره للآيات المتصلة بالفن الذي يتميز به المفسر كأن يكون المفسر لغويًا أو فقيهًا أو عالمًا بالقراءات.
5- الحرص على تقييد الفوائد التي يستفيدها طالب علم التفسير خلال رحلته في طلب العلم وقراءاته للكتب.
* ملخص لمحاضرة ألقاها الشيخ في ديوانية الدراسات القرآنية بمنطقة الطائف بتاريخ 17 من شوال 1430 هـ .

روابط مباشرة: اختر [ حفظ باسم ]
1- التفسير الميسر [ هنا و هنا ]
2- تحفة الأريب لأبي حيان [ هنا ]
3- تفسير غريب القرآن لمكي [ هنا ]

هناك 3 تعليقات:

  1. جزاكم الله خيرا جميعا

    ردحذف
  2. جزاك الله خيرا وايشر بالجنة من سلك طريقا

    ردحذف
  3. بارك الله لك

    ردحذف